الشيخ علي رحمة:هدفنا الحفاظ على وحدة المجتمع والوصول لمجلس علمائي سني شيعي “صعب المنال” حالياً.
نمد أيدينا للتعاون مع باقي التوجهات الدينية وحتى الوطنية “النظيفة” ..
نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي:
هدفنا الحفاظ على وحدة المجتمع والوصول لمجلس علمائي سني شيعي “صعب المنال” حالياً..
الأنوار .. خاص
في لقاء اتسم بالروح الأبوية كشف نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سماحة الشيخ علي رحمة عن الكثير مما يدور داخل أروقة المجلس الذي تأسس منذ العام 2004م وأصبح منذ ذلك الوقت أهم مؤسسة علمائية على المستوى الشيعي وربما الإسلامي بالبحرين ولكن مع هذا الدور كانت هناك العديد من التحديات والتساؤلات حول عطاء المجلس والتي ناقشناها مع سماحة الشيخ في هذا اللقاء الصريح..
الأنوار: بعد سنوات على محاكاة تأسيسه… ماذا حقق المجلس للمجتمع البحريني حتى الآن؟
سماحة الشيخ: مضى على تأسيس المجلس 6 سنوات وهذه السنين ليست كثيرة على مؤسسة بهذا الحجم ، فالمجلس فريد من نوعه ويضم العدد الكبير من العلماء وطلاب العلم، واحتضن الكثير من الكوادر، وله امتدادات واسعة في القرى والمناطق، وهو يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي يؤتي بثمار تامة ويصل إلى ذروته في العطاء، ويهدف هذا المشروع لحفظ وحدة المجتمع وخدمة المجتمع و حفظ هويته الإسلامية والقيام بدور التبليغ ونشر الثقافة الإسلامية بين أبناء المجتمع وفق رؤية إسلامية أصيلة. والمجلس يتحرك على هذا المستوى منذ تأسيسه وحتى الآن، وهو في تطور، وقام بمجموعة من الخدمات للمجتمع على المستويات كافة الفكرية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية، ولا نقول بأنّه وصل للغاية التي نطمح إليها، ولكنّه يسير في الطريق الصحيح، وهناك اطمئنان لدى القائمين عليه ولدى المترقبين لدوره من أبناء المجتمع بالوصول للغاية المأمولة.
الأنوار: هل هناك مساع لمشروعات مشتركة مع التيارات الأخرى (العصفور والمدني مثلاً) لإذابة الجليد بشأن كادر الأئمة والهلال وغيره من الأمور العالقة؟
سماحة الشيخ: إلى الآن لم تكن بين المجلس وبين من ذكرت من العلماء والتوجهات مشروع أو خطوة كبيرة يمكن أن تحقق الوحدة التامة، والطموح ممتد للوصول إلى هذا الهدف، ولكن إلى الآن لم تتوفر المقدمات الكافية التي يمكن أن توصلنا إلى تحقيق ذلك، والاختلاف في إثبات الهلال مثلاً قد يقع بين المنتمين إلى الخط الواحد مع عدم توافق جميع العلماء و المجتهدين على الرأي الشرعي، والتوحد ليس غاية، ولكنّ المهم أن يكون عمل المسلم مبنياً على الـحجة الـشـرعـية، وبالنسبة لكادر الأئمة فهناك العديد من القناعات، قناعة المجلس عدم جواز إخضاع المؤسسة الدينية إلى المؤسسة الرسمية تأخذ بها إلى حيث تشاء، فهذا يضر بالدين من وجهة نظرنا، ولعلماء آخرين رأيهم ولكن تبقى الأخوة محفوظة بيننا.
وإذا اتحدت الرؤى على مشروع من المشاريع فنحن نمد أيدينا للتعاون والدعم للتوجهات الدينية الأخرى وحتى الوطنية النظيفة، وموضوع رفض تقنين أحكام الأسرة من دون ضمانات هو أحد مواضيع الاتفاق مع عدد من التوجهات الدينية الأخرى، فلا يقبل أحد بالتلاعب بها لو قننت على خلاف الأحكام الشرعية أو من غير ضمانات، وهذه مفردة من مفردات التعاون التي نتمنى أن تتوسع مستقبلاً.
الأنوار: قال سماحة السيد عبدالله الغريفي في أحد اللقاءات أنكم تطمحون إلى مجلس علمائي سني شيعي… هل ترون هذا الطموح واقعياً؟ وماذا فعلتم في سبيل تفعيله؟
سماحة الشيخ: هذا الطموح طموح واقعي ولكنّه صعب المنال، بسبب مجموعة من العوامل غير خافية على المتابعين، ولكن ليس كل شيء صعب هو غير واقعي، وعلى أيّ حال فاليد مبسوطة من طرفنا، ومصلحة المسلمين بشكل عام هي أن يتحدوا ويتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى، و طموح سماحة السيد يصل لهذا المستوى من الوحدة بين المسلمين، ونتمنى أن يصل اليوم الذي يتحقق هذا الطموح وأكبر من هذا الطموح، وهناك مقدمات كثيرة لم تتحقق لحد الآن ليتحقق مثل هذا التقــارب بــحكم عــمــر المــجلس والــظــروف الــمحيطة والتحديات الكبيرة.
الأنوار: ماذا تقولون لمن يرى أن خروج قاسم والغريفي فرّغََ المجلس من ثقله الجماهيري، كما أحدث تراجعاً في أدائه؟
سماحة الشيخ: الشاهد على عدم واقعية هذا الكلام هو وضع المجلس فعلاً بعد خروج سماحة الشيخ وسماحة السيد من إدارة المجلس بشكل مباشر، فقد مرّ على المجلس في ظلّ إدارته الجديدة أكثر من عامين وهو يواصل مسيرته، على خلاف من توقع توقف مسيرته، علماً أنهما لم يخرجا من المجلس بل هما عضوان فاعلان في المجلس ويحضران الجلسات العامة للمجلس، وإدارة المجلس تعتمد اعتماداً كبيراً على استشارة سماحة الشيخ وسماحة السيد في حركتها وبرامجها، والمجلس استمر في برامجه وهو في طريقه نحو التطور والرقي، بل بالعكس لم يكن خروجهما إلا بعد أن اطمئنا على المجلس وتمكنا من خلق كوادر تقوم بتحريكه، وأؤكد أن شأنهما وتأثيرهما أكبر من حدود المجلس بل هو على مستوى العالم الإسلامي.
الأنوار: إلى أي مدى بلغ تواصلكم مع المشاريع الدينية في مناطق البحرين؟ وماذا حقق هذا التواصل؟
سماحة الشيخ: التواصل مع مشاريع التعليم الديني في البلد هو من الخدمات التي دأب عليها المجلس منذ بداية تأسيسه، وهو يتواصل مع أغلب مشاريع التعليم الدينية على مستوى الدعم المادي والثقافي والعلمي، وعلــى مســتوى صنع كوادر قادرة عــلى التعليم، وعلى مســـتوى تــألـيـــف الــمـــناهـــج الدراسـية وطبــاعتـــــها وتوزيعها، وعلى مستوى التـحــفـيز والتــشجــيـع لــلأنشـطـــة الــديــنــية والــتــوعــويـّة، وعــلـى مــسـتــــوى تـــأســيــس المـشـاريـع الـديـنيـة فـي المناطـــق المــحــرومــة أو تقــويـتــهـا وتـرشــيـد حركتها، وقد انعكس ذلك على قوة عطاء هذه المشاريع التعليمية وسعة طاقتها الاستيعابية من الجنسين الأولاد والبنات.
الأنوار: كيف تنظرون إلى مستقبل المجلس؟
سماحة الشيخ: أنظر له بكل تفاؤل، والمجلس عندما تأسس وتجاوز العقبات الكبرى التي زرعت في طريقه منذ التأسيس وظن البعض أنّ المجلس سيقف عاجزاً عن تجاوز هذه العقبات هو بذلك حقق نجاحاً كبيراً يعوّل عليه فيما يأتي، والطريق الآن أمام المجلس أسهل، وهو في تطور مستمر رغم أنّه لم يحقق .كل أهدافه وهو في طريقه لإكمالها والوصول لأهداف لم يحققها بعد إنّ شاء الله تعالى.
الأنوار: ما هي كلمتكم للأهالي بمناسبة موسم عاشوراء الحسين(ع)؟
سماحة الشيخ: يبقى قول الإمام الراحل (رض): ( كل ما لدينا من عاشوراء) كاشفاً عن قيمة وأهمية هذا الموسم العظيم، وهذه الحقيقة يدركها كلّ واحد منا عندما يلمس الآثار الإصلاحية الكبرى لنهضة سيد الشهداء (ع)، فقد أحيت الدين وأعادت العزة والكرامة للمؤمنين وعلمتهم طريق الحريّة والوقوف مع الحق.
المصدر : نشرة الأنوار ـ مأتم الإمام علي “ع” قرية بوري ـ البحرين

اترك رداً